رئيس الاتحاد الرياضي العام “فراس معلا” لـ “شام تايمز”: أعطينا الاستقلالية الفنية والمالية لاتحادات الألعاب وتخلصنا من المركزية بنسبة 70%

إعداد: صفوان الهندي – حوار: حيدر مصطفى

* نعمل على تأهيل وصيانة المنشآت الرياضية لتكون بتصاميم حضارية وتفعيلها لدورها الهام في صناعة الأبطال

* ليس هناك لاعب اسمه طفرة والنادي هو أساس البناء الرياضي

* لن نقبل أن نكون إلا ضمن الدول العربية الثلاثة الأوائل رياضياً

*لا نتدخل بقرارات اتحاد الكرة ولست مع فكرة إنشاء وزارة للرياضة

* هذه خطة الإعداد التي وضعناها للاعبين المتأهلين لأولمبياد طوكيو 2021

* على الأندية البحث عن موارد استثمارية ضمن منشأتها لتعزيز العائد المادي

* قادرون على صناعة النجوم وبناء لاعبين وفرق قادرة على تحقيق البطولات

تحتفل الرياضة السورية هذه الأيام بعامها الخمسين “اليوبيل الذهبي”، ففي 18 شباط 1971 صدر المرسوم التشريعي رقم 38 القاضي بتأسيس الاتحاد الرياضي العام، ويحتفل الرياضيون بهذا اليوم الذي أضحى بمثابة عيد للرياضيين، لكن هناك من ينظر لهذه المؤسسة بسلبية ويرى بأن عصر الاتحاد انتهى وبات عليه أن يأخذ دوراً مختلفاً وهيكلية جديدة تواكب متطلبات العصر والرياضة العالمية، وتقديم واقع أفضل للتنظيم الرياضي، فما هي أبرز تحديات الرياضة السورية وما الدور المطلوب من الاتحاد الرياضي في هذه المرحلة، هذه العناوين وغيرها توجهنا بها إلى البطل العالمي فراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام – رئيس اللجنة الأولمبية السورية.
– تحتفل الرياضة السورية يوم 18 شباط بيوبيلها الذهبي وهو اليوم الذي صدر فيه المرسوم 38 عام 1971 القاضي بتأسيس الاتحاد الرياضي.. فما أبرز العناوين التي تضعونها لمسيرة الخمسين عاماً؟
حقيقة كان للمرسوم التشريعي رقم (38) الذي صدر يوم 18 شباط 1971 أثراً إيجابياً على الرياضة السورية، بتنظيم الحركة الرياضية وتعميم ممارسة الرياضة وانتساب جميع شرائح المواطنين إليها، وتكريس الرياضة كثقافة وحاجة يومية، كما استضافت سورية ومنذ تأسيس الاتحاد الرياضي دورات عربية ودولية أبرزها: دورة الألعاب العربية الخامسة والسابعة عامي 1976 و1992 ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987، وخلال 50 عاماً حدثت ثورة في إشادة المنشآت الرياضية، صحيح أنها اليوم ليست عصرية كما نريدها جميعاً ومواكبة للتغيرات التي طرأت على الهندسة المعمارية إلا أنها كانت كذلك عندما تمّ إنشاؤها، وبناء منشآت عصرية يكلف اليوم مليارات الدولارات، لكننا نعمل على ترميم وصيانة هذه المنشآت لاسيما المركزية منها على وجه الخصوص، والميزانية لا تسمح بأن نلتفت لترميم وصيانة منشآت الأندية، ونعمل الآن على إعادة تأهيل بعض الصالات والملاعب الرئيسية لتكون بتصاميم حضارية خلال نهاية العام الجاري وتفعيلها لدورها الهام في صناعة الأبطال.
– ما الدور الذي يقوم به الاتحاد الرياضي العام اليوم، كثيرون ينظرون لهذه المؤسسة بسلبية، ما هي الأسباب باعتقادك؟
كنا نحن أيضاً ممن ينظرون نظرة سلبية للاتحاد الرياضي خلال عشر سنوات مضت، لكن اليوم نظرة الرياضيين والناس بدأت تتغير لتواجد كل شخص في مكانه المناسب، والشارع يحتاج بعض الوقت ليغير رأيه باتجاه النظرة الإيجابية.
– ما ردك على من يقول بأنّ آلية عمل وهيكلية الاتحاد الرياضي العام لم تعد ملبية ولا يمكن أن تصنع رياضة احترافية ولابد من وزارة للرياضة والشباب؟
لست مع فكرة إنشاء وزارة للرياضة، أكدت التجارب والتنظيمات العربية والدولية أن الاتجاه نحو تحويل الاتحاد الرياضي إلى مؤسسة أو هيئة أو وزارة قد أثبت “فشلاً ذريعاً” وعادت الكثير من الدول التي أخذت به إلى التنظيم المؤسساتي الذي كانت عليه، وألغت ورفضت هيكلية وضع الرياضة في هيئة أو وزارة نظراً للروتين الذي قد يحدث ويعيق عملية التطور والنهوض الرياضي المطلوب، كما ذكرت لا أشجع على وجود وزارة للرياضة بسبب الروتين القاتل الذي ستتعرض له الرياضة بسببها، سواء بالورقيات أو المركزية، أعطينا الاستقلالية الفنية والمالية للاتحادات الرياضية وقد تخلصنا من المركزية بنسبة 70%، لكن إن كان هنالك وزارة لها عقلية مختلفة وتتمتع بالمرونة فلا مانع.
– إلى أي مدى تواكب الرياضة في سورية واقع الرياضة العالمية، محترفون سوريون كثر أشادوا بدعم الاتحاد لهم، لكنهم رغم ذلك تنقصهم الكثير من الاحتياجات؟
هنالك دول أعرق منا رياضياً وهي لا تواكب الرياضة العالمية، نحن نحاول أن نطور من رياضتنا من خلال المعسكرات الخارجية كما نحاول تحسين مستوى مدربينا، وقد تجاوزنا موضوع المعدات والتجهيزات التي يحتاجها الرياضي، لدينا اهتمام بالغ بمنتخب كرة السلة لا نطلب منهم أن يفوزوا على دول كبرى في هذه اللعبة لكن نريد أن يكون من ضمن الأربعة الأوائل في آسيا.
لدينا عقبة في موضوع المنشآت وهو موضوع الروتين والقوانين الموجودة التي تؤخر العمل سواء كان صيانة المنشآت أو استبدالها، وتوجد الآن عقود صيانة للملاعب من أجل الحفاظ على وضعها الحالي ضمن هذه الظروف، وعند انتهاء العقود في شهر نيسان المقبل سيكون هنالك عقود استبدالية للملاعب بالطريقة الحضارية، تتضمن زراعة عشب واستبدال رولات، وقد بدأناها في ملعبي طرطوس والحمدانية بحلب، كما أصبح لدينا عدة صالات كرة سلة حضارية (الجلاء – الفيحاء وقريباً الحمدانية).
– ما هي أبرز التحديات بالنسبة لكم حالياً؟
نحن ليس لدينا الآن مدربين بمستوى عالمي، وليس لدينا الإمكانيات الطبية المتخصصة (أجهزة – رعاية تغذية) كما أنه ليس لدينا منشآت رياضية تلبي الطموحات التي نريدها.
– في سياق آخر، هل صحيح أن الرياضة السورية تعتمد على ما يسمى باللاعب الطفرة وأن الجهاز الرياضي في سورية غير قادر على صناعة وحماية النجوم؟
ليس هناك لاعب اسمه طفرة ولكن هناك إمكانيات خاصة كبيرة لدى هذا اللاعب تظهر فجأة من خلال إحدى البطولات أو المباريات فيلفت النظر إليه وليبدأ الاهتمام به، والرياضي لدينا لا يتقبل أن يتمرن لساعات طويلة بينما في الخارج يفرض عليه هذا الأمر، ويجب علينا وضع خطط وأسس صحيحة لبناء لاعبينا وفرقنا لتحقيق المراد من خلال الدعم المادي والطبي والنفسي والاجتماعي للاعبين من قبل النادي أولاً لأنه الأساس في بناء أي فريق أو لاعب ومن ثم رعاية اتحاد اللعبة ودعم الاتحاد الرياضي العام فهذا جزء صغير وبداية الطريق نحو صناعة النجوم وبناء لاعبين وفرق قادرة على تحقيق البطولات والحضور الفعال والمؤثر خارجياً.
– ما خطة الإعداد التي وضعتها القيادة الرياضية للاعبين السوريين المتأهلين لأولمبياد طوكيو 2021؟
تمّ وضع خطط الاستعداد من قبل اتحادات الألعاب المعنية والقيادة الرياضية قدمت كل الدعم المطلوب للاعبين الذين تأهلوا بغية التحضير الجيد للأولمبياد ولازلنا ننتظر تأهل المزيد من اللاعبين الذين لاتزال لديهم الفرصة أيضاً لينضموا إلى زملائهم: لاعب الوثب العالي مجد غزال والفارس أحمد حمشو ولاعبة كرة الطاولة الواعدة هند ظاظا، وهؤلاء الأبطال النخبة سيكونون تحت الرعاية والاهتمام والإشراف المباشر من القيادة الرياضية.
– من المعروف أن معظم الأندية السورية تعاني من عجز مالي.. كيف ينظر الاتحاد الرياضي إلى هذه المسألة وهل هناك خطوات عملية للحد من هذا العجز؟
الكرة في ملعب هذه الأندية التي تتمتع بالشخصية الاعتبارية وعليها يقع عاتق البحث عن موارد استثمارية ضمن منشأتها لتعزيز العائد المادي لميزانياتها، كما أن التسويق الإعلاني للاستثمار الرياضي في الأندية يجب أن يفعّل بشكل جيد لأنه سوف يدعم دخول الأندية، أي على الأندية عبء كبير وعمل مضني للبحث عن موارد دخول إضافية تدعم صندوق النادي، أي يجب أن نعزز في أنديتنا ثقافة جديدة في إدارة وتنظيم العمل الإداري في الأندية برؤية مؤسساتية، الكرة في ملعب الأندية لتحسين وضعها المادي، القيادة الرياضية معنية بالدرجة الأولى بالمنتخبات الوطنية وتأمين كل احتياجاتها ومتطلباتها.
– هل ستجد المنشآت الرياضية السورية نهضة نوعية في عهدكم؟ وكيف سيتم توظيف استثمارات هذه المنشآت بما يعود بالفائدة على الرياضة السورية؟
نعمل جميعاً كفريق واحد وضمن خطة واضحة واستراتيجية بعيدة المدى وتوجه وطني جامع لإعادة إقلاع وجاهزية منشآتنا الرياضية وتفعيلها مجدداً لما لها من دور مهم في تطور الحركة الرياضية السورية وصناعة الأبطال وانتشار الألعاب الرياضية وإيصالها إلى دائرة العالمية.. من هنا كان قرارنا حاسماً وصادقاً وميدانياً بحرق مراحل العمل في عمليات التجهيز والصيانة للمنشآت والصالات الرياضية المنتشرة على كامل الجغرافية السورية حيث استفدنا من ظروف توقف النشاطات الرياضية حالياً بسبب جائحة الكورونا لتسريع وتيرة العمل، وقد بدأنا نلمس النتائج المبشرة والجيدة لهذه الجهود المبذولة في دمشق وحلب واللاذقية.
– ماهي التأثيرات السلبية على الرياضة السورية في ظل الوضع الصحي الراهن ((كـ.ـورونا)) وماهي التحديات القادمة؟
كما ذكرت الفـ.ـيروس أثر على جميع دول العالم، ونحن خلال الفترة الماضية باستغلال توقف النشاط الرياضي في صيانة المنشآت الرياضية وتحسين الملاعب.
– شهدت ملاعب كرة القدم السورية خلال الأشهر الماضية، أحداثاً استثنائية وحالات من الشغب الجماهيري.. فكيف ستعملون لإنهاء هذه الظاهرة وهل سيكون حرمان الجمهور من دخول الملاعب والصالات هو الحل؟
اللوائح الانضباطية التي وضعها اتحاد كرة القدم تحكم التجاوزات التي تحصل داخل الملاعب، وهي وجدت للمخالفات وليس للعب النظيف، واتحاد الكرة صاحب القرار الأول بهذا الموضوع من خلال لجنة الانضباط واللجان الأخرى.
أما قرار عدم دخول الجماهير للملاعب فهي من اختصاص الفريق الحكومي، وعندما يرى الجمهور أخطاء تحكيمية داخل الملعب لا نستطيع أن نوقفه عن الشتم، لكن هناك لوائح انضباطية تضبط هذه الأفعال لدى جميع اتحادات الألعاب الجماعية.
– ما هو رأيكم بوضع الكرة السورية على الصعيد المنتخب والأندية واتحاد كرة القدم؟ وما توقعاتكم لنسور قاسيون في رحلة تصفيات كأس العالم 2022؟
لا عذر أمام المنتخب فيما يتعلق بموضوع التأهل لأن الأمور أصبحت سهلة أمامه، لكن يجب أن تكون هناك طريقة تحضير مختلفة من أجل التأهل لمونديال قطر 2022، نقدم كل الدعم لعمل اتحاد كرة القدم لكن لا نتدخل بعمله وقراراته التي هي ليس من اختصاص عمل المكتب التنفيذي، وإنما الجمعية العمومية التي تصادق عليها والاتحاد الدولي لكرة القدم.
– ما هي المحاولات التي تقومون بها من أجل فك الحصار عن الإعانات المالية التي تقدم للرياضة السورية من اللجنة الأولمبية الدولية ومؤسساتها المختلفة؟
نحاول الاستفادة من هذه الأموال المجمدة في تأمين التجهيزات الرياضية لمنتخباتنا الوطنية، كونه توجد صعوبة في تحويل هذه الأموال بسبب العقوبات الظالمة المفروضة على سورية، وهناك متابعة وتنسيق دائم مع الجهات المعنية بهذا الأمر لاسيما المجلس الأولمبي الأسيوي واللجنة الأولمبية الدولية.
– قرأنا أكثر من تصريح لك حول أهمية إطلاق قناة رياضية فما الخطوات التي قمتم بها في هذا الإطار بالتعاون مع وزارة الإعلام والفعاليات الاقتصادية؟
لا يمكننا إنشاء قناة رياضية بدون التنسيق مع وزارة الإعلام، لكن المشكلة هي بالتمويل المادي والتي هي العقبة الأساسية التي تواجهنا الآن لاسيما من ناحية حجوزات الأقمار الصناعية.
– أخيراً.. ما الذي تتمناه للمرحلة القادمة؟
أتمنى كما يتمنى جميع محبي رياضتنا السورية الارتقاء والمضي قدماً لتحقيق الإنجازات والانتصارات والبطولات في جميع المحافل الرياضية، وذلك من خلال تنقية أجواء مؤسساتنا الرياضية وتماسكها واستقرارها وإعادة ثقة الرياضيين بمؤسستهم تعزيز أجواء المحبة والتسامح والتواصل والثقـة بالآخرين، ونسعى أن نقدم للرياضيين جميع مستلزماتهم من أجل النجاح وأن نراهم بأفضل حالة من حيث المعدات والمعسكرات، ولن نقبل أن نكون إلا ضمن الدول العربية الثلاثة الأوائل رياضياً ، أما آسيوياً لدينا ألعاباً تحقق لنا ميداليات (مصارعة، ملاكمة، رفع أثقال) والآن نسعى لأن يكون منتخب كرة السلة بقيادة جديدة رغم قناعتي بالكفاءات الموجودة حالياً وهم أجدر من يقود الاتحاد للمرحلة القادمة.

شاهد أيضاً

اتحاد الطائرة البحريني يفتح باب التسجيل للإعلاميين لبطولة آسيا للشباب

أعلن الاتحاد البحريني للكرة الطائرة عن فتح باب التسجيل لإصدار بطاقات اعتماد الإعلاميين الراغبين في …

اترك تعليقاً