ديمة نيوف: أتمنى أن أحاور أي إنسان صاحب رسالة إنسانية

المذيعة السورية المتألقة ديمة نيوف روح مليئة بالحب والشفافية، قريبة من الناس، عنوانها الاحترام والحب المتبادل، من سحر صوتها عبر أثير سوريانا أف أم نسج الكثيرون لها صورة مغرقة في الرقة، رغم ضيق جدران الاستوديو إلا أنها تشعر بأن العالم كله معها، تفكر في الناس وتحل مشاكلهم، وتفرح معهم، وتسعى لأن تنسج خيوط الثقة والمودة من خلال الصدق الممتلك روحها لكي تبقى إبرة المذياع على تردد إذاعتها دون غيره.. .. معها كان هذا الحوار:

*- كيف تأسس الحافز لديك لتكوني مذيعة؟
برأيي الإعلام موهبة كما الفن , منذ الصغر كنت أحب مادة القراءة والتعبير وشاركت في مسابقات رواد الطلائع فصاحة وخطابة ,وكنت أجري حوارات مع الطلاب في الصف المدرسي مقلدة المذيعات في التلفزيون واللواتي كنت أتابعهن بشغف طفولي لم أكن أعرف حينها لماذا ؟؟ وعندما كبرت وكان موعد دخولي الجامعة قلت لأسرتي أريد أن أدرس الصحافة وأكون إعلامية ,طبعاً رفضت رغبتي واختارت أسرتي الحقوق وما إن وصلت للسنة الثالثة عاد الحلم يراودني وأخذت القرار وحدي, تركت الحقوق واخترت دراسة علم الاجتماع وحصلت على الدبلوم لقد بدأت وحدي من الصفر ,اجتهد لأحقق طموحي بأن أكون إعلامية لها بصمتها الخاصة .

*- ماذا عن بداياتك وأهم المحطات التي يمكن أم نتوقف عندها؟
بدأت الرحلة مع إذاعة وقناة سوريانا أف أم , وأقول ولدت إعلامياً مع ولادة سوريانا كإذاعة وكنت من المؤسسين لها ,محطتي الأولى كانت كمذيعة أخبار ورياضة وبعد أن تمكنت من أدواتي كمذيعة أخبار انتقلت الى المحطة الثانية وبدأت العمل كمعدة ومحاورة سياسية وقمت بالعديد من التغطيات السياسية المباشرة لساعات على الهواء وهذا أكثر ما أثر بي لأنني عرفت حينها معنى أن تكون جندياً حقيقياً في المعركة .
المحطة الثالثة والحالية بعد العمل في السياسة قررت أن أنتقل للعمل الإنساني والوجداني وأن نكمل حربنا لكن بسلاح آخر, فالحرب على سورية كما نعلم ليست حرباً عسكرية بأهداف اقتصادية فقط, إنما حرب هوية وفكر حرب حضارات ووجود فكانت فكرتي ببرنامج إنساني وجداني مجتمعي ندافع فيه عن فننا وثقافتنا وإنسانيتنا ونحمي أرواحنا, أردت أن أوجه رسالتي إلى الشريحة الأوسع من الجمهور وهي شريحة البسطاء وجعلتهم في مقدمة اهتماماتي، واعتبرت أن نجاح أي برنامج رهن بمشاركة الجمهور به وتفاعله معه والتأثير بهم وكانت ولادة برنامج سكن الليل بدعم واهتمام من الإدارة حينها.

*- فمامدى إرضاء برنامج (سكن الليل) الذي يحظى بمتابعة واهتمام الكثيرين لطموحاتك الإعلامية؟
أنا سعيدة وأفخر بما تمّ إنجازه حتى الآن في هذا البرنامج رغم الوقت المتأخر لعرضه 11 ليلاً ,إذ استطعت من خلاله أن أنجح بتكوين عائلة إعلامية مجتمعية وأن يكون منبراً وجدانياً إنسانياً للجميع، نرسل من خلاله رسائل الحب والخير والتسامح والسلام كل بطريقته، عبر الكلمة الحرة والفن بأنواعه إضافة إلى الأدب، حيث لاقت فكرة البرنامج دعم واهتمام إدارة القناة حينها وانطلق البرنامج ونحن الآن في السنة الثالثة .
نال برنامج سكن الليل جائزة وتكريم من قبل اتحاد الصحفيين ووزارة الإعلام وهي أول مرة يشعر الجمهور بأنهم هم من كرموا ونالوا الجائزة.. لأننا شكلنا عائلة حقيقية وأطلقنا معاً فريق العمل والمتابعون شعار البرنامج وآمنا به.. وشعارنا هو: بالحب ننتصر.. فاعتبروا أننا بالحب انتصرنا..عدا عن شهادات التكريم والتقدير من ملتقيات ومجلات سورية وعربية .
أعتقد أن حضور الفكرة وإعداد الرسالة الإنسانية التي ننشدها وتوجيهها للمتلقي بأسلوب مباشر وبسيط وعفوي وطبعاً العفوية هنا يجب أن تكون مدروسة من قبل المذيع فبرامج كهذه لنسمها برنامج مذيع وليس برنامج معد، لأن أهم عوامل نجاح هكذا برامج أن تكون محبوباً من الناس ومقنعاً وصادقاً كمذيع، والحمد لله كتب لنا النجاح ودخل قلوب الكثيرين وباتوا يعتبرونه برنامجهم ,جمهور اليوم ليس كجمهور الأمس, فالجمهور اليوم هو شريك للإعلام وليس مجرد متلقي .

*- ماالذي يميز هذا البرنامج عن غيره من البرامج؟
برأيي نحن لا نعلم إن كنّا مميزين أو لا إلا عندما يتحدث الناس عنا فعندما تكون غارقاً في العمل والتحضير لمادتك ولا يهمك إلا تقديم ما يحبه الناس ويحاكي قلوبهم وأرواحهم وأن تصنع فرحاً لهم رغم معاناتهم فلن يعنيك شيئ آخر ,لكن هناك مؤشرات لتعرف إن كنت أو كان عملك مميزاً وناجحاً : فمثلاً البرنامج يحظى اليوم بجمهور كبير عشرات الآلاف فيسبوكياً.. وبدأت بعض “الكروبات” والملتقيات على مواقع التواصل الاجتماعي وعددها بالآلآف بالانضمام لعائلتنا على الهواء.. وعند سؤالنا لماذا.. قالوا ببساطة هذا البرنامج يمثلنا بطيبتنا وعفويتنا ويتحدث بلغتنا نحن البسطاء فلا تصنّع أو تكلف فيه ونحب مقدمته لأنها صادقة و عفوية وتشبهنا… سكن الليل منبرنا , وطبعاً كتب العديد من الأدباء والسياسين والفنانين عن البرنامج ويشاركون دائماً فيه معتبرين أنه يحاكي الإنسان فيهم بلغة صادقة وبسيطة عفوية عدا عن عشرات القصائد الشعرية وبعض الأغاني المهداة للبرنامج .
مؤشر آخر : اليوم بدأ بعض الشعراء العرب يطالبون بالانضمام لعائلة هذا البرنامج والمشاركة معنا وتكمل إدارة القناة الحالية دعمها ورعايتها للبرنامج ليضاف إنجاز جديد.. وهو “سكن الليل من المحلية إلى العربية” حيث بدأ العديد من الدول العربية بمتابعة البرنامج من ليبيا والعراق ومصر والاردن وتونس وغيرها , ويبقى الجمهور هم الحكم

*- من خلال مراحلك المتتابعة ماهو التخصص الذي بدا الأقرب إلى طموحاتك؟
العمل الذي يحاكي قلوب الناس ووجدانهم فإن لم يتابعك الناس ويتأثروا بك فلمن تقدم مادتك ؟ إن لم يحبك الناس كمذيع وتحظى بثقتهم فلن يتابعوك أبداً مهما كان الإعداد قوياً والاستوديو فخماً.

*- ماذا قدّم لك عملك في الإذاعة ؟
قدّم لي الكثير : في العمل الإذاعي كل اعتمادك على الصوت فعليك أن توصل فكرتك ومشاعرك بصوتك وهنا يكمن نجاحك فعليك أن تكون صادقاً ودافئاً في طرحك وأن تعتمد طبقة صوتية معينة والابتعاد عن الصراخ كي تكون مؤثراً فتركيز المتابع كله على الصوت ,فعبر سنوات من العمل الإذاعي اكتسبت خبرة الأداء الصوتي وعرفت مفاتيح التأثير السمعي كمذيع بالجمهور حسب كل مادة سواء سياسية أوثقافية أوفنية أو….إلخ فلكل مادة طريقتها المختلفة, وأعتقد أنّ الإذاعة هي بوابة الدخول لمدينة الإعلام.

*- لماذا يهرب أغلب المذيعين والمذيعات من برامج الهواء؟
فرق شاسع بين أن تكون مذيعاً معداً وبين أن تكون مذيعاً قارئاً, وهناك فرق شاسع أيضاً بين أن تكون مذيعاً حقيقياً وبين أن تكون ( حابب تصير مذيع) … برأيي في عصرنا هذا انتهى زمن التسجيل …(طبعاً إلا في بعض الحالات الاستثنائية جداً)

*- هل لاحظت أن أسلوبك كمقدمة يتشابه مع أسلوب مذيعة أخرى؟
أعتقد أن المتابعين هم من يقررون, لكن أنا على الهواء طبيعية وتلقائية وعفوية كما أنا في الحياة وطبعاً العفوية المدروسة.

*- بماذا تدعمين استمرارك كإعلامية؟
الاعلام مهنة تخاطب الناس وبرأيي الإعلامي الناجح دائم البحث عن اهتمامات الناس وحاجاتهم المادية والروحية والتواصل معهم وأنا شخصياً أتواصل مع أغلب متابعيني وأسألهم عن اهتماماتهم واستمع لمقترحاتهم وأعاملهم كشركاء لا مجرد متلقين.

*- يقال أن أضواء التلفزيون تسرق المذيعات من الإذاعة فهل هذا صحيح؟
تسعى أي مذيعة دائماً للشهرة ولتكون معروفة , برأيي زمن الإذاعات إف إم قد انتهى لذلك نلاحظ أن أغلب الإذاعات باتت فضائية , ليس حضور المذيعة كصورة هو سبب شهرتها ,أعتقد أنّ المادة الاعلامية المقدمة ومدى جذبها وإرضائها لجمهور اليوم هو ما سيحقق الشهرة, فلو سألت الجمهور السوري اليوم عن أسماء بعض المذيعات في إذاعة وقناة سوريانا وفي اذاعة وقناة شام إف إم ستجد أنهن معروفات في حين قد لا يعرفون أغلب مذيعات التلفزيون , وأحب أن أضيف: اليوم عالم السوشيال ميديا سرق الجمهور من التلفزيون والإذاعة معاً

*- هل المذيعة السورية مظلومة؟
بعض المذيعات مظلومات : فالكم الكبير في عدد المذيعات والأجر القليل والتفاوت في الأداء والخبرة الإعلامية بينهن, أبعد الجمهورعنا قليلاً وظلم بعض المذيعات.

*- من الشخصية التي تتمنين إجراء حوار معها؟
أي إنسان صاحب رسالة إنسانية أتمنى أن أحاوره

*- هل في ذهنك مشروع برنامج تطمحين لتقديمه؟
أطمح أن أطور برنامج سكن الليل وأن يكون منبراً سورياً لكل إنسان حر وشريف وطيب في هذا العالم ,وأن نؤدي رسالتنا من خلاله كسوريين داعين للخير والتآخي والحب والسلام من سورية أرض السلام

*- ما أبرز صفة في شخصيتك؟
البساطة والطيبة اللتان توقعاني في المشاكل دائماً, لكن بالمقابل كانتا من أهم عوامل نجاح ومحبة الناس الكبيرة لي ولبرنامجي

*- أمام هموم العمل.. ماهي هواياتك واهتماماتك؟
الاستماع للموسيقى كموزارت وفيفالدي … والكتابة

*- هل لك اهتمامات رياضية؟
الرياضة الذهنية .. فاليوم يعتبرونه رياضة : التأمل

*- هل الرياضة ضرورية لجمال المذيعة؟
جمال المذيعة : لماذا الرياضة إن كانت تستطيع بجلسة تجميل واحدة عند الطبيب أن تبدو كملكات الجمال , لكن بشكل عام الرياضة مهمة جداً وضرورية لكل إنسان

*- ما اللعبة التي تتابعينها؟ والفريق الذي تشجعينه؟
أتابع كرة القدم وتحديداً كأس العالم , وأشجع منذ طفولتي فريق البرازيل

*- إلى أين تتجه طموحاتك المستقبلية؟
أطمح أن أطور برنامجي أكثر وأن يصل صوتنا كسوريين لكل بيت عربي والتوفيق من الله تعالى.
صفوان الهندي

 

شاهد أيضاً

علا الريس: أنا في حالة بحث دائم وكل شيء حولنا هو طاقة

تستثمر العراقية الجميلة علا الريس كل دقيقة في حياتها لتحقيق أحلامها وهي التي تمتلك كل …

اترك تعليقاً