خروج المحاربين!

غانم محمد
شكّل خروج منتخب الجزائر من بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حالياً في الكاميرون صدمة كبيرة للكثير من المتابعين، وخاصة أنّ (الخضر) متخمون بالخبرة والنجومية، وتوقعنا أن يصبغوا البطولة بلونهم.
وإذا ما سلّمنا بمنطق كرة القدم (اللا منطقي)، فقد تهون الأمور على المحبين، ويسلّمون أنه لكل جواد كبوة، وأنه لا يوجد فريق يفوز باستمرار، وأنّ مثل هذه (الصدمة) مطلوبة لتصحيح المسار.
في إفريقيا، وحيث إن عدداً كبيراً من اللاعبين السمر يغزون أقوى الدوريات الأوروبية، لم تعد (الأسماء) تفرض سطوتها على البطولات، والدليل أن منتخبات مثل غينيا، غينيا الاستوائية، بوركينافاسو، الرأس الأخضر، جزر القمر، مالاوي… موجودة في دور الـ 16 وقد تتابع المسير إلى أدوار متقدمة في البطولة على حساب منتخبات عريقة بالاسم والألقاب.
الاحتراف في بلدان أكثر تطوراً يصنع الفارق، وهو ما نفتقده بالنسبة لمعظم لاعبينا، الذين يقبلون اللعب لأي فريق يدفع أكثر من النادي المحلي بغض النظر عن قيمته ومكانته، وإن أفرحتنا بعض الأخبار مؤخراً والمتمثلة باعتذار بعض لاعبينا عن الانتقال إلى أندية عراقية وبحرينية، آملين أن يكون ذلك بداية وعي احتراف كروي، ومؤشراً بالوقت ذاته على قدرة أنديتنا على حماية لاعبيها.
بالحدّ الأدنى من الموضوع، يجب ألا يوافق اتحادنا الكروي على احتراف أي لاعب في الخارج ما لم يكن في أندية البطولة الأولى في بلد الاحتراف، وأن يكون هذا الأمر شرطاً لاستدعاء أي لاعب للمنتخب الأول (وقد كان هذا الشرط معمولاً به في يوم ما)، حتى نستفيد من الاحتراف بالشكل الأمثل، ويكون اللاعب المحترف في الخارج قيمة إضافية حقيقية لمنتخبنا الوطني.
قد يبدو المقال متناقضاً بين الإشارة إلى خروج الجزائر بكل محترفيها من دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الإفريقية، وبين تمجيد تأهل منتخبات أخرى بمحترفيها، لكن الحالتين صحيحتان، وما نتحدث عنه هو كرة القدم.

الوطن

شاهد أيضاً

لغة المنطق الغائبة.. بقلم: مؤيد البش

حملت الأيام الماضية انتقادات لاذعة للقائمين على رياضتنا في مختلف المفاصل ابتداء من المكتب التنفيذي …

اترك تعليقاً