لغة المنطق الغائبة.. بقلم: مؤيد البش

حملت الأيام الماضية انتقادات لاذعة للقائمين على رياضتنا في مختلف المفاصل ابتداء من المكتب التنفيذي نزولاً حتى اتحادات بعض الألعاب واللجان التنفيذية والفنية، ومرد هذا النقد كمية الاخفاقات الكبيرة والهزات الإدارية والفنية التي لم تترك مجالاً للشك أن هنالك شيء ما يحترق في طبخة رياضتنا التي لم تعرف منذ سنوات طريقها للنضوج.
فلغة المنطق التي لاترضي أحداً من المعنيين عن رياضتنا تؤكد أن الأوضاع إن استمرت على هذا المنوال فإننا ربما سندخل إن لم نكن دخلنا في نفق مظلم دون نهاية، فالأحوال داخل كواليس المنظمة الرياضية لا تسر عدواً ولا حبيباً في ظل عشوائية وتخبط في التخطيط والتنفيذ على حد سواء، وما يزيد الطين بلة أن كل الاشارات الإعلامية وكلام الخبراء وأصحاب العقل لا يُلقى له بال وكأنه نقش على لوح جليد أو كلام في الهواء.
ولا بأس هنا من التصريح والتأكيد أن السبب الرئيس لما نحن فيه رياضياً هو تضخم الأنا عند بعض أعضاء المكتب التنفيذي وموظفيهم، فأحد الاعضاء يقرر وينفذ دون مشاورة البقية فيما موظف يأمر وينهي دون حسيب أو رقيب على اعتباره مفوضاً بصلاحيات تفوق اختصاصه!.
أمام هذا الحال المستعصي وبلغة المنطق ذاتها يجب التنويه أن بعض أعضاء المكتب التنفيذي ارتضوا لأنفسهم دور المتفرج ولم يمارسوا صلاحياتهم التي كفلها لهم القانون، وباتوا دائمي الشكوى أنهم غير قادرين على تنفيذ خططهم ورؤيتهم للتطوير ناسين أو متناسين أنهم شركاء فيما يحصل بتراخيهم وانكفائهم نحو أمور ثانوية لا طائل منها.
هذه الوضعية تجعلنا نقف مستغربين ومتسائلين هل هذا الحال سيجعل رياضتنا تخطو بالفعل نحو الأمام؟ وهل الانقسام والتشرذم والصراعات الظاهرة والباطنة ستبني رياضة عصرية ينتظرها الشارع الرياضي بشوق وصبر؟
الإجابة على التساؤلين الماضيين واضحة لا لُبس فيها، لذلك نحن بحاجة لتنقية النفوس في المقام الأول قبل التفكير في أي خطوة ثانية، مع نبذ فكرة هذا معي وهذا ضدي التي نخرت عظم المفاصل، ما يعيدنا لكلمة السر الأساس وهي العقلية التي يجب أن يكون هدفها الأول والوحيد تحسين أوضاع الرياضيين على اعتبارهم اللبنة الأولى فإن صلح حالها كان النجاح حليفنا طال الزمن أم قصر.
مجلة البعث الأسبوعية

شاهد أيضاً

فصّلوها على مقاسهم!

عدّوا معي على أصابعكم: – غيّرت مدرب المنتخب الأول أكثر من مرّة، وبمعدل مدرب لكلّ …

اترك تعليقاً