الدوري العراقي.. 32 إقالة لـ 30 مدرباً في 30 جولة

معروف على نطاق دوريات كرة القدم في العالم أن إقالة واستقالة المدريين تعد من بين أبرز وأسخن حلقات منظومة العمل في مجال «الساحرة المستديرة»، لكن أن يصل الإجمالي إلى 32 إقالة واستقالة لـ30 مدرباً في 30 جولة، كما يحصل في الدوري العراقي الممتاز لموسم 2021-2022، فإن ذلك دليل واضح على وجود أزمة أقرب إلى أن توصف بـ«مقصلة» مدربين!
بوابة الهروب
اللافت في ملف إقالة واستقالة المدربين في فرق كرة القدم في مختلف دول العالم، ومنها العراق، أن النتائج السلبية والأداء غير المرضي لفريق ما، غالباً، «إن لم يكن دائماً» ما تعلق برقبة المدرب، وبما جعل منه «شماعة» لتبرير عثرات وهفوات وأخطاء إدارية موجودة فعلياً في منظومة العمل في مختلف الأندية، وبوابة لـ«الهروب» من ضغط الجماهير، ونقد الإعلام الرياضي.
20 فريقاً
وعلى وقع «شماعة» التبريرات، وصدى «الهروب» من ضغط الجماهير ونقد الإعلام الرياضي، تم نصب «مقصلة» إقالة واستقالة لمدربي الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم للموسم الجاري، الذي يشارك فيه 20 فريقاً، ويقام على دورين، انقضت منه حتى الآن 30 جولة.
8 جولات
وفي مسلسل من النادر أن يتكرر عرضه، على الأقل مقارنة مع دوريات دول المنطقة المحيطة بالعراق، تكرر فصل الإقالة والاستقالة 32 مرة، توزعت على 30 مدرباً، اثنان منهم تمت إقالتهما أو استقالتهما على مرتين، هما هاتف شمران مع فريقي النجف والميناء، وأحمد كاظم مع فريق سامراء، بعد مضي 30 جولة من الدوري العراقي الممتاز، مع توقعات شبه مؤكدة بأن يصل العدد إلى أبعد من الـ32 استقالة وإقالة مع بقاء 8 جولات من البطولة في ظل احتدام الصراع على درع البطولة، والتنافس الشديد من أجل النجاة من شبح الهبوط.
14 نادياً
وبعد انقضاء 30 جولة من مشوار الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم الموسم الجاري، أقالت إدارات 14 نادياً، مدرباً أو أكثر من مدربي فرقها طوال جولات البطولة، وهي: الميناء وسامراء والديوانية وأربيل والقوة الجوية وبغداد والزوراء والطلبة ونفط ميسان والنجف والكرخ والقاسم ونفط البصرة وزاخو، فيما حافظت إدارات 6 أندية فقط على مدربي فرقها، وهي: نفط الوسط «عبدالغني شهد»، والشرطة «مؤمن سليمان»، والكهرباء «لؤي صلاح»، والصناعة «صادق حنون»، والنفط «باسم قاسم»، ونوروز «ولي كريم».
30 مدرباً
وضمت قائمة الإقالات والاستقالات الـ32 في فرق الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم في الموسم الجاري، 30 مدرباً، هم: قصي منير وإحسان هادي، وهاتف شمران «مرتان مع النجف والميناء»، وأمين فيليب وأحمد رحيم مع فريق الميناء، وأحمد كاظم «مرتان مع سامراء»، وسامي بحت وسامر سعيد مع فريق سامراء، وأحمد رحيم وحيدر كريم وحمزة هادي مع فريق الديوانية، وطه قادر وطارق جرابا مع فريق أربيل، وأحمد خلف وراضي شنيشل مع فريق القوة الجوية.
أسماء معروفة
كما ضمت القائمة أسماء معروفة أخرى، جمال علي ووسام طالب مع فريق بغداد، وعصام حمد وحيدر عبدالأمير مع فريق الزوراء، وقحطان جثير وحيدر محمد مع فريق الطلبة، وثائر جسام وأسعد عبدالرزاق مع فريق نفط ميسان، وهاتف شمران وحيدر عبودي مع فريق النجف، ورزاق فرحان وحسن أحمد مع فريق الكرخ، وسامي بحت مع فريق القاسم، وعماد عودة مع نفط البصرة، وعبدالوهاب أبو الهيل مع فريق زاخو.
صدارة القائمة
ويتصدر الميناء قائمة الأندية الأكثر إقالات واستقالات لمدربي فريقه الأول لكرة القدم في الدوري العراقي الممتاز في الموسم الجاري، بـ 6 إقالات واستقالات، فيما حل سامراء ثانياً بـ4 إقالات واستقالات، والديوانية ثالثاً بـ3 إقالات واستقالات، وأربيل والقوة الجوية وبغداد والزوراء والطلبة ونفط ميسان والنجف والكرخ، في المراكز من الرابع حتى الـ11 بواقع استقالتين وإقالتين لكل نادٍ، بينما حلت أندية القاسم ونفط البصرة وزاخو، في المراكز من 12 حتى 14 بإقالة واستقالة واحدة فقط لكل نادٍ.
ردة فعل
نعمت عباس، المدرب والناقد الرياضي، لفت إلى أن أندية كرة القدم العراقية تعيش فعلياً أزمة حقيقية في مجال العلاقة مع مدربي فرقها الأولى، مشدداً على أن غالبية الإقالات والاستقالات لمدربي فرق الدوري العراقي الممتاز للموسم الجاري جاءت كردة فعل من إدارات الأندية تجاه تردي النتائج وتراجع مستوى الأداء العام خلال مباريات البطولة، منوهاً بأن الظاهرة باتت بحاجة إلى وقفة معالجة جذرية في ظل وصول العدد إلى 31 مدرباً مقالاً ومستقيلاً.
تدوير المدربين
وناشد نعمت عباس الجمعيات العمومية للأندية العراقية بضرورة أن يكون لها رأي صريح، وموقف عملي إزاء سياسة إدارات تلك الأندية في إهدار المال العام نتيجة التسرع سواء عند التعاقد مع مدرب تثبت الأيام أنه ليس هو الخيار الأفضل لقيادة الفريق، أو عند الإقالة والاستقالة بعد تردي النتائج، مطالباً اتحاد كرة القدم العراقي بضرورة وضع لوائح عامة تضبط عملية التعاقدات مع المدربين، وتمنع عمليات تدوير المدربين بين الأندية في مشهد لا يفضي إلى تطور كرة القدم العراقية.
مزاجية الإدارات
حسن أحمد، بعد استقالته من تدريب فريق الكرخ، وصف استقالة وإقالة المدربين في الدوري العراقي الممتاز للموسم الجاري بـ «الظاهرة» السلبية، لافتاً إلى أنها «تدار» بمزاجية إدارات الأندية، كاشفاً النقاب عن أنه لا يضع شرطاً جزائياً في تعاقداته مع الأندية لقناعته بعدم الاستمرار مع مَن لا يريده، لافتاً إلى أنه استقال من تدريب الكرخ إثر النتائج السلبية، وسوء الحظ.

شاهد أيضاً

اللعب مع ميسي والعودة للريال.. 5 خيارات أمام رونالدو بعد طلبه الرحيل عن مانشستر

بات البرتغالي كريستيانو رونالدو هو محور الأحداث في الساعات الأخيرة، بعد طلبه الرحيل عن مانشستر …

اترك تعليقاً